لا يخفى عليكم إخوة الإيمان ما
تتعرض له أمة الإسلام من أزمات و طعنات , سواء التي تمس أرضها و مقدساتها ,
أو أصول دينها و ثوابتها حيث عاث أعداء الأمة في أرضها و مقدساتها فسادا و
تخريبا , و عاث المفسدون و المنافقون في ثوابتها تضليلا و تشكيكا , و من
هؤلاء خرج علينا أوباش ادّعو تعظيم القرآن و الالتزام به و أطلقوا على
أنفسم ” القرآنيون” , منكرين لسنة خير الانام عليه أفضل الصلاة و أزكى
السلام , مخالفين في ذلك صريح القرآن !!
إذ يقول المولى عز و جل { فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ
وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } , و يقول سبحان آية أخرى { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
و غير هاتين الآيتين كثير في وجوب الاتباع لسنة النبي صلى الله
عليه و سلم , و لكن { فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في
الصدور }
و رغم أنهم يشكلون طعنة جديدة للأمة من جانب إلا أنهم أيضا نبوؤة
من نبوءات محمد عليه الصلاة السلام أخبرنا عنهم صلى الله عليه و سلم و عن
حالهم , ففي الحديث الصحيح الذي رواه المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : “ ألا
إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم
بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام
فحرموه ، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السبع ، ولا
لقطة معاهد ، إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ،
فإن لم يقروه فله أن يغصبهم بمثل قراه “
لكن من فضل الله على هذه الأمة و حفظها لها , ما ظهرت بدعة أو شبهة
أو فتنة إلا وقيض لها من العلماء من يفتت عضدها و يعري خورها , و هذه
الاسطوانة بين أيديكم ضمنّاها قذائف الحق من كلام العلماء و الدعاة في دمغ
باطل و ضحد شبه منكري السنة و القرآن
سائلين المولى عز و جل أن ينفع بها و يجعلها لبنة في الانتصار للحق و رد الباطل
كما نسأله سبحانه أن يغفر لنا بها خطايانا و أن يوردنا حوض المصطفى و تقر أعيننا برؤيته
كما آمنا به و ابتعنا سنته و لم نره
إرسال تعليق