الحمد لله الذي جعل نصرة المسلم لأخيه المسلم فرض وواجب،
ورتب عليه في الجنة أعلى المنازل والمراتب، وحث عليها الناس من أمي وكاتب،
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لاشريك له، رب المشارق والمغارب، والصلاة
والسلام على سيدنا محمد، الذي أمر بالمكرمات ونهى عن المعائب، ورضي الله عن
الآل والصحب، ذووا الخوارق والعجائب ... ثم أما بعد :
نرى
كثيرا من البلاءات والعقوبات العامة قد حلت بأمتنا المسلمة، وهذه السطور
تعالج أسباب هذه العقوبات، والحكم الإلهية المرجوة منها، وسبل النجاة،
والله الموفق ...
والثانية: استخدام النعم في معصية الله -سبحانه وتعالى -.
وكفر
النعم مصطلح يضاده شكر النعم، وإن كان الكثيرون منا يشكرون الله على نعمه
باللسان، إلا أن الكثيرين يهملون شكره بالعمل، واستخدام هذه النعم في طاعة
الله جل وعلا...
قال الله تعالى: **... اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)}[سبأ]
ومن السنن الثابتة أن شكر الله على نعمه مؤذن بالمزيد، والكفر مؤذن بالزوال ...
قال
الله تعالى: ** وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ
لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
(7)}[إبراهيم]
[2ـ من أسباب العقوبات العامة:الاستماع إلى الموسيقي وآلات اللهو]
[3ـ من أسباب العقوبات العامة: سكوت الصالحين عن المنكرات والمعاصي التي تحدث في المجتمع]
قال الله تعالى:
** وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ
خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}[الأنفال]
فما هو المقصود بقوله تعالى: ** لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}؟
أي:
تصيب فاعل الظلم والساكت عنه، وذلك إذا ظهر الظلم فلم يُغير، فإن عقوبته
تعم الفاعل وغيره، والنجاة من هذه الفتنة يكون بالنهي عن المنكر، وقمع أهل
الشر والفساد، وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن.
ومن أسباب العقوبات العامة أيضا أمورا خمسة ألا وهي:
1ـ الحكم بغير ما أنزل الله.
2ـ منع الزكاة.
3ـ نقض عهد الله وعهد رسول الله.
4ـ الغش في المعاملات التجارية، أو نقص المكيال والميزان.
5ـ انتشار الزنا والفواحش.
أخرج ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمر t قال أقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: ((يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن:
1ـ لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها, إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا،
2ـ ولم ينقصوا المكيال والميزان, إلا أخذوا بالسنين، وشدة المئونة، وجور السلطان عليهم،
3ـ
ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم
يمطروا، 4ـ ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا من
غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم،
5ـ وما لم تحكم أئمتهم بكتاب اللهويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم.))
[اللهم إنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة]
وفي المحصلة:
فإن ارتكاب الذنوب والمعاصي من أهم أسباب العقوبات العامة ...
والعقوبات والبلاءات التي يبتلي الله بها عباده لها حكم كثيرة، فالله لا يعاقب بغية في العقاب، ولا يعذب بهدف العذاب وفقط، بل لحكم ساميات، وغايات رفيعات منها:
1ـ يعاقب الله عباده ليتوبوا إليه ويؤبوا ويرجعوا إليه تعالى ....
قال
الله تعالى: **ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ (41)}[الروم]
إرسال تعليق