كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتمنى من ربه دائماً أن يرزقه الشهادة ، لما علم ما للشهداء من أجر و منزلة عند الله تعالى ، و عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب قال لأخيه يوم أحد : خذ درعي يا أخي ، فأجابه اخوه : أريد من الشهادة مثل الذي تريد ، فتركها جميعاً
و قد علم الله تبارك و تعالى اخلاص عمر و رغبته في الشهادة رغبة صادقة ، فبشره بها عن طريق نبيه عليه الصلاة و السلام ، و أكرمه بالشهادة على يد شر الخلق أبي لؤلؤة المجوسي الفارسي ، غلام المغيرة بن شعبة
و قد رأى عمر بن الخطاب في منامه أنه يقتل ، فجاءت رؤياه كفلق الصبح ، فقام و خطب بالناس في يوم جمعة حامداً الله و أثنى عليه بما هو اهله ، ثم قال : أما بعد أيها الناس ، إني رأيت رؤيا لا أراها إلا حضور أجلي ، رأيت ان ديكاً أحمر نقرني نقرتين ، فحدثتها أسماء بن عميس فحدثتني أنه يقتلني
كان لاستشهاد عمر و موته أثراً كبيراً في نفوس المسلمين ،فقد روى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر ، إن عمر كان حائطاً حصيناً يدخله الإسلام و لا يخرج منه ، فلما قتل انثلم الْحَائِطُ ( أي انهدم ) ، فَالإِسْلامُ يَخْرُجُ مِنْهُ وَلا يَدْخُلُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي خَادِمٌ لِمِثْلِ عُمَرَ حَتَّى أَمُوتَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مَنْ فِي الأَرْضِ الْيَوْمَ وُضِعُوا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ ، وَوُضِعَ عُمَرُ فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى ، لَرَجَحَ شِقُّ عُمَرَ ، إِنَّ عُمَرَ كَانَ يَأْمُرُ بِالْجَزُورِ فَتُنْحَرُ فَتَكُونُ الْكَبِدُ وَالسَّنَامُ وَأَطَايِبُهَا لابْنِ السَّبِيلِ ، وَيَكُونُ الْعُنُقُ لآلِعُمَرَ ، إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ فَحَيَّ هَلا بِعُمَرَ " .
المراجع
د. محمد عبدالقادر أبو فارس, 1987. ثلة من الأولين . عمان -الاردن. دار الارقم للنشر و التوزيع
إرسال تعليق