آخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي السيدة ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد بن هلال، وأمها هي هند بنت عوف بن زهير بن حارث، وهي من أكثر النساء كرماً بأصهارها، حيث إنّ أصهارها هم: أشرف الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم، والعباس، وحمزة ابنا أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وشداد بن أسامة، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب.
مكانة ميمونة بنت الحارث
كانت للسيدة ميمونة بنت الحاث مكانة عظيمة بين أمهات المؤمين، فقد روى لها سبعة أحاديث في صحيحي البخاري ومسلم، وقد انفرد لها الإمام البخاري بحديث، والإمام مسلم بخمسة أحاديث، وبذلك يكون مجموع الأحاديث التي روتها ثلاثة عشر حديثاً، وقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، بالمؤمنة في قوله: ( الأخواتُ الأربعُ، ميمونةُ، وأمُّ الفضلِ، وسَلمى، وأسماءُ بنتُ عُمَيسٍ أختُهنَّ لأُمِّهنَّ مؤمناتٌ) [صحيح]، وميمونة هي أخت أم الفضل زوجة العباس، وخالة ابن عباس، وخالة خالد بن الوليد.
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من ميمونة
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم" من ميمونة بنت الحارث في شهر ذي القعدة من السنة السابعة وهو في عمرة القضاء، فلما تأيمت ميمونة بنت الحارث من أبي رهم بن عبد العزى، عرضها العباس على الرسول صلى الله عليه وسلم في الجحفة، فتزوجها، وقد بنى بها بسرف على عشرة أميال من مكة المكرمة، فكانت آخر نساء الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يقال أنّها هي من وهبت نفسها للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك أن خطبة النبي انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليها لله ورسوله، فأنزل الله في القرآن الكريم: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [الأحزاب: 50].
حقق الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الزواج مصلحة عليا وهي المصاهرة لبني هلال وكسب تأيدهم، وتأليف قلوبهم، وتشجيعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث فعلاً، فقد وجد الرسول منهم التأييد المطلق، وقد أصبحوا يدخلون في الإسلام ويعتنقونه طواعيةً.
وفاة ميمونة بنت الحارث
لما حانت منية السيدة ميمونة رضى الله عنها كانت في مكة المكرمة، وليس عندها أحد من بني أخيها، فقالت: أخرجوني من مكة فإنّي لا أموت فيها فحملوها حتى وصلوا بها إلى سرف، وهي منطقة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو المكان الذي زفت منه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد توفيت السيدة ميمونة هناك في سنة 51 هـ، وكان عمرها عند وفاتها ثمانين أو إحدى وثمانين سنة، وقد حضر جنازتها ابن عباس رضى الله عنه، وغيره من الصحابة الكرام.
إرسال تعليق