0

كيف يسعنا البدء في الحديث عن سيّد الخلق وأشرف المرسلين سيّدنا محمد _صلى الله عليه وسلم- فمهما ألّفت الكتب وألّقيت الخطب عن وصف حياته وسيرته فهي لا تكفي لذلك، ولكن ربه – عز وجل – قام بوصفه فلما سألت أم المؤمنين عنه قالت كان خلقه القران، حامي الامة ومخلصها فلولا رسالته لبقي الناس في ظلمات الكفر وتيه المعاصي والذنوب، أحبّه الصحابة بحب لا وصف له فلمّا دخل عليه أبو سفيان وعاد إلى قريش قال أبو سفيان مقولته المشهورة: "ما رأيت أحداً يحب أحداً، كحب أصحاب محمد محمداً"، كان وجهه كالبدر المضيء رشيق القدّ قسيم الوجه وسيم كث اللحية فداه أبي وأمي، يقول علي بن ابي طالب –رضي الله عنه - كنا إذا إشتدت البأساء (الحرب) إحتمينا برسول الله صلى الله عليه، ولكنه كان أيضاً نبي الرحمة – صلى الله عليه وسلم – فما خير في أمرين إلا إختار أيسرهما، نحاول في مقالتنا هذه أن نحكي عنه بعض مواقفه.

فعندما سأل النبي –صلى الله عليه وسلم – عن أشد موقف مرّ به ذكر ما حصل في الطّائف فقد رجع من الطّائف إلى مكة مشياً على الأقدام تجول في نفسه الخواطر ويملأه الحزن دامي القدمين فبعد أن أوذي في مكة وكان يأمل في الطائف خيراً فإذا هم يسلطون عليه سفهائهم وأطفالهم ليرجموه بالحجارة فلك أن تتخيل ما كان يملأ نفسه وهو في هذا الظرف فتهتّز السماء وينزل جبريل يقول يا محمد هذا ملك الجبال مأمور أن يمتثل لأمرك إن شئت أطبق عليهم الأخشبين الجبلين فتتجلى رحمته ويرفض ذلك.

وها هو موقف من أطرف المواقف التي دارت بين النّبي صلى الله علية وسلم وبين الصحابة رضى الله عنهم:

ففي الصحيحين عن ابى هريرة رضى الله عنه: قال: أتى رجل النبي صلى الله وعلية وسلم فقال: هلكت، وقعت على أهلي في رمضان، قال: إعتق رقبه، قال: ليس لي، قال: فصم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع، فقال فأطعم ستين مسكيناً، قال: لا أجد فأتى بعرق فيه تمر، فقال: أين السائل ؟ تصدق بها، قال: على أفقر مني ؟ والله ما بين لابتيها أهل بيت افقر منى فضحك النبي علية الصلاة والسلام حتى بدت نواجذه، قال فأنتم إذاً.

فإنظر إلى صفته في تعامله مع أصحابه وسهولة خلقه ومرحه ففي ذلك رد على من قال بأنه دين التشدد والقسوة والغلظة.

ويذكر أيضاً من بعض مواقفه الجميلة موقفه مع زاهر بن حرام وهو رجل أعرابي فقير جداً دميم الخلقة يتاجر بين المدينة والبادية، يدخل يوماً إلى المدينة باحثاً عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فلا يجده، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل أهل بيته هل أتى أحد وسأل عني فيقال له زاهر بن حرام، فيخر ج النبي –صلى الله عليه وسلم- باحثاً عنه في السوق، فيصل ويراه من الخلف، فيفاجأ زاهر برجل يحضنه من ورائه، فيفزع زاهر ويقول: من أنت ؟؟ أرسلني يا هذا، يحاول زاهر الإفلات من يد الرجل فيفشل، يقول الرسول –صلى الله علي وسلم _ من يشتري العبد. .. فيهمس في أذن النبي صلى الله عليه وسلم :إذاً والله تجدني كاسداً يا رسول الله، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: لكنك عند الله لست بكاسد، أنت عند الله غال.

المصدر موضوع

إرسال تعليق

 
Top