منزلة أبي عبيدة بن الجراح
كان أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه من سراة المسلمين و أمرائهم و قادتهم ، فهو الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمين هذه الامة ، و أرسله إلى نجران و غير نجران ، و قاد السرايا ، و بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ازدادت مكانته رفعة بين نفوس صحابة رسول الله عليه الصلاة و السلام ، فقد رشحه أبو بكر ليكون أول خليفة للمسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قدمه على نفسه، كان ذلك في سقيفة بني ساعدة ، و بعد حوار بين أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب من جهة ، و بين الأنصار من جهة أخرى ذكر فيه أبو بكر فضل الأنصار، و بين أحقية المهاجرين و سابقتهم ثم قال: رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوه ، يعني عمر بن الخطاب و أبا عبيدة\
و قد رشح عمر بن الخطاب أبا عبيدة للخلافة إلا أنه امتنع عن ذلك مبررراً أنه لا يتقدم أبا بكر في شيء
و منزلة أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه عند عمر بن الخطاب ،يحدثك عنها الإمام أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة فيروي عن زيد بن أسلم عن أبيه عمر بن الخطاب أنه قال يوماً لمن حوله : تمنوا ، فقال بعضهم : أتمنى لو ان هذه الدار مملوءة ذهباً فأنفقه في سبيل الله ثم قال: تمنوا فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً أو زبرجداً أو جوهراً ، فأنفقه فس سبيل الله و أتصدق به ثم قال عمر بن الخطاب : تمنوا فقال المسلمون : ما ندري ياأمير المؤمنين قال عمر : اتمنى لو انها مملوءة رجالاً مثل أبي عبيدة عامر بن الجراح و معاذ بن جبل و سالم مولى أبي حذيفة و حذيفة بن اليمان
فكيف لا تكون لأبي عبيدة هذه المنزلة العظيمة بعد أن أعلن ولاءه لله و الرسول صلى الله عليه و سلم و المؤمنين و تبرأ من كل عدو من أعداء هذا الدين و إن كان أقرب الناس إليه
المراجع
د. محمد عبدالقادر أبو فارس, 1987. ثلة من الأولين . عمان -الاردن. دار الارقم للنشر والتوزيعالمصدر موضوع
إرسال تعليق