0
غزوة بدر الكبرى
تعتبر غزوة بدر المعركة الأشهر على امتداد التاريخ الإسلامي، ونالت مساحة واسعة فى ذاكرة الأمة الإسلامية، بما فيها من عبر وعظات، وذلك بالنظر إلى أحداث الغزوة  العظيمة، التي تدل على عمق إيمان المسلمين، وثقتهم العالية بالله سبحانه وتعالى، التى كان الفوز فيها للمؤمنين، رغم قلة أعداد المقاتلين مقارنة بالمشركين.

تاريخ الغزوة
وقعت غزوة بدر في السابع عشر من شهر رمضان من العام الثاني للهجرة، عند آبار بدر التي تبعد قرابة مئة وثلاثين كيلومتراً تقريباً إلى الجهة الجنوبية الغربيّة من المدينة المنورة، بين مكة والمدينة.

بلغ عدد المسلمين في هذه المعركة قرابة (300) مقاتل تقريباً، وفارسين اثنين، أما عدد المشركين فقد بلغ قرابة ألف مقاتل مع مئتي فارس وهو عدد يفوق بكثير عدد المسلمين.


أحداث الغزوة
أحداث المعركة لم يكن في نيّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما استنهض المسلمين الذهاب للقاء المشركين في معركة ستكون الأهم عبر التاريخ الإسلامي، فقد كان يخطّط فقط لاستعادة جزء من الأموال
التي سرقها المشركون بعدما هاجر المسلمون من مكة، حيث خلّفوا وراءهم أموالهم، وممتلكاتهم.
وسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخبر رجوع قافلة تجاريّة لقريش من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان، فخرج الرسول هو وجماعة المؤمنين لملاقاتها لعلَّ الله ينفلها لهم، غير أن أخبار خروج المسلمين تناهت إلى أبي سفيان، فأرسل رسولاً إلى قريش يطلب منهم الحماية، مما دفع بالمشركين إلى تشكيل جيش كامل لملاقاة المسلمين.

بعد أن أرسل أبو سفيان رسالة تحذيرية إلى قريش، أعاد إرسال رسالة أخرى لهم تفيد بأنه استطاع النجاة بالقافلة، فقد غيّر أبو سفيان مسار القافلة إلى أن نجا بها، عندها أصر المشركون على ملاقاة المسلمين، فلما علم المسلمون بأمر خروج قريش لملاقاتهم، نزلوا قرب آبار بدر قبل المشركين حتى يسيطروا على موارد الماء.

وصلت قريش إلى مكان المعركة، وبدأت

المبارزة كعادة المعارك في ذلك الوقت، وتبارز كل من حمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث، والإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- من جهة المسلمين، مع كل من عتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وشيبة بن ربيعة من جهة المشركين.

انتصار المسلمين
واستطاع الصحابة الثلاثة -رضوان الله عليهم- الإجهاز على المشركين الثلاثة والقضاء عليهم. بعد انتهاء المبارزة لصالح المسلمين، هجم المشركون غاضبين على قتلاهم، وقد اتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائد المعركة العسكري أسلوباً جديداً ومبتكراً في القتال، حيث رتّب جنده الكرام على هيئة ترتيب من يصلّون صلاة الجماعة، فجعل حملة الرماح في المقدمة حتى يتولوا أمر الفرسان، في حين جعل خلفهم الرماة، وأخيراً بقية الجند، هذا عدا عن توجيهاته التكتيكية والعسكرية أثناء المعركة، والتي كانت من الأسباب التي أدت إلى تحقيق نصر عظيم في نهاية المطاف.

أسباب النصر
ويرجع السبب الأعظم  لنصر الله تعالى عباده المؤمنين في هذه المعركة، هو الإيمان الراسخ للمسلمين، فقد أمد الله تعالى المسلمين بمددٍ من عنده، وقلل عدد الأعداء في عيون المسلمين، فثبت قلوبهم، وقوَّاهم على أعدائه وأعدائهم.

وانتهت المعركة بمقتل كل من: أبي جهل، وعتبة بن ربيعة، وأميّة بن خلف، إلى جانب عدد كبير من وجهاء المشركين ورؤوسهم.
الفديو من قناة اليوتيوب

إرسال تعليق

 
Top