0


كاملة الأنوثة، تؤنس الزوج وترضي العشير، ومنزلتها عند زوجها الحبيب كمنزلة البدر في ليلة القمر.....

بليغة الكلم، واسعة العلم، بارعة في البيان، تفتي للفقهاء وتعطي العلم للعلماء، زعيمة في العلم والسياسة، والطب والاجتماع.

وقد قال عنها الأحنف:
"سمعت خطب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والخلفاء إلى يومي هذا، فما سمعت من فم مخلوق أفخم ولا أحسن من فم عائشة".

ملأت الدنيا بعلمها، وشغلت الدنيا بسيرتها، ولها عقل لا توازيه عقول الرجال من المفكرين في زمانها.

كيف وقد قال فيها الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-:
عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"لو جمع علم نساء هذه الأمة فيهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، كان علم عائشة أكثر من علمهن" (رواه الطبراني مرسلا ورجاله ثقات).

لم تتلقّ علمها من كلية الآداب، ولا من السوربون، ولا من جمعية حقوق المرأة، والهيئات الإنسانية التي تنادي بالدفاع عن حقوق المرأة، ونيل حريتها المغتصبة.....بل تلقّت علمها من مدرسة خير البشر والرسل رسول العالمين....فكانت أفصح الخطباء، وأفطن العلماء، وأبلغ الفصحاء.

وعن معاوية قال:
" والله ما رأيت خطيبا قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة " (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).

هاهي أمنّا الصديقة الطاهرة معلمة الرجال، وسيدة العالمين، وأفقه الفقهاء، وأعلم العلماء يا أصحاب الدفاع عن حقوق المرأة...يكفينا فخرا وعزّة وكرامة بأن منّ الله علينا نعمة الإسلام، ليرفع من شأننا بين العالمين جمعاء.....أم المؤمنين الصدّيقة الطاهرة عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- أفضل امرأة في تاريخ الإسلام من بعد أم المؤمنين: خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد.

نشأت وترعرعت في أفضل بيت من بيوت المسلمين، وأصدقهم وأشرفهم، وأول من أعلن إسلامه لله، وخير الرجال من بعد النبي صلوات الله عليه وصحبه وسلم خليفة رسول الله سيدنا :أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ولمّا نزلت آية تخيير زوجات رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بين الحياة الدنيا وزينتها، أو الله ورسوله بدأ الحبيب النبيّ الأميّ بعائشة فقال:
" إني أريد أن أذكر لك أمراً ما أحبّ أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك.
قالت ما هو!!؟؟
قال: فتلا عليها ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ﴾ [الأحزاب: 28] الآية.
قالت عائشة: أفيك أستأمر أبوي؟
بل أختار الله ورسول، وأسألك أن لا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترت.
فقال: إن الله عز وجل لم يبعثني معنّفا، ولكن بعثني معلّماً ميسّراً لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلاّ أخبرتها" (مسند أحمد ج3ص328).

كيف تستأمر أباها وفي قلبها وروحها تحمل أكبر حبّ لله ورسوله!!؟
كيف وهي النموذج الأتمّ للوفاء والإخلاص والصدق للزوجة الصالحة !!؟؟
كيف وقد أعطاها الله تسعاً لم يعطهن لامرأة قبلها إلاّ مريم بنت عمران !!؟؟

عن عائشة قالت: "لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة إلاّ مريم بنت عمران لقد نزل جبريل - صلى الله عليه وسلم- بصورتي في راحته، حتى أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن يتزوّجني، ولقد تزوّجني بِِكراً وما تزوج بكراً غيري، ولقد قبض ورأسه في حجري، ولقد قبرته في بيتي، ولقد حفّت الملائكة بيتي، وإن كان الوحي لينزل وهو في أهله فيتفرقون عنه، وإن كان الوحي لينزل عليه وإنّي معه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء، ولقد خلقت طيبة وعندي طيب، ولقد وعدت مغفرةً، ورزقاً كريماً" (رواه أبو يعلى وفي الصحيح).

صبرت مع الحبيب على الفقر والجوع،حتّى إن أياماً طويلة لم يوقد في بيت رسول الله نار، وكانا يعيشان معاً على التمر والماء!!؟؟

إنها والله بحق مثال المرأة المخلصة الوفيّة لدينها وزوجها، ومثال للزوجة الصالحة القانتة المؤمنة الخاشعة، الصابرة العالمة المتعلّمة،الوفية الرؤوم الودود.

المنافقون والمفسدون لم تنم لهم عينٌ ولم يهدأ لهم بالٌ حتى يصيبوا قلب الإسلام في شرفه وعرضه!!؟؟

عائشة الصديقة الطيبة الطاهرة، الزوجة المحبّة، المرأة الصالحة، وأمّ المؤمنين تتعرض لأكبر اتهّام في شرفها وعرضها، ووراء هذا كلّه المنافق اللدود عدو الله من المنافقين – عبد الله بن أبي بن سلول - الذي تولّى الإفك، وبقيت الطاهرة الصدّيقة شهراً كاملا تعاني من آلام وجعها لا يرقأ لها دمع ولا تغمض لها عين ولا تسمع من حبيبها الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان يناديها ويسّلم عليها: "كيف تيكم".

شهرا كاملا بقيت تنتظر براءتها، و قلبها يكاد ينفطر من الدموع والألم، وهي تدعو الله تضرعا وخفية أن يرى زوجها الحبيب المصطفى رؤيا تكشف له عن براءتها.....

شهراً من الآلام القاسية، والأحزان الدامية مرّت على الصديقة أم المؤمنين، لكنها لم تكن تعلم بأنّ الله لم يدعها مع هذه الآلام الطاحنة، والدموع الباكية، وينزل فيها قولاً من السماء على حبيبه -محمد صلى الله عليه وسلم- ليشهد كل ما في الكون براءة أم المؤمنين الطاهرة البريئة، ويبقى خالدا مخلّداً على مر الزمان والعصور!!؟؟

الرسول الحبيب، وهو خير الرسل والأنبياء، وأنبل بني البشر، يتهّم في حبيبته وزوجته الوفية المخلصة، التي حلّت من قلبه مكان الابنة والزوجة والحبيبة.

بعد أن علمت أُمّنا الصدّيقة الطاهرة بحادثة الإفك المبين ذهبت إلى بيت أبويها، ورسول الله شهرا كاملا لم يوحَ إليه شيء، وقال لها:
"يا عائشة فإنّه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بشيء فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تابَ الله عليه".

وهاهي أم المؤمنين تتابع لنا قصة ألمها وحزنها فتقول:
"فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحسّ منه قطرة رجاءلأبي أجب عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيما قال.قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: وأنا جارية حديثة السّن لا أقرأ كثيرا من القرآن. فقلت: إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدّث به الناس، ووقر في أنفسكم، وصدقتم به، ولئن قلت لكم إنّي بريئة والله يعلم إنّي لبريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أَنّي بريئة لتصدقني،والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف إذ قال:
﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله، ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحياً،ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري،ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في النوم رؤيا يبرئني الله.....
فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي: ((يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله)).

فقالت لي أمي:
قومي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقلت:
لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلاّالله.
فأنزل الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾ [النور: 11]" (صحيح البخاري ج2 ص945).

وإلى يومنا هذا لم تخلُ الصديقةالطاهرة البريئة أم المؤمنين،ومعلّمة الرجال من التهم التي يتشدق بها هؤلاءالرافضة، وأعداء الله ورسوله.


إرسال تعليق

 
Top