0
طارق بن زياد
طارق بن زياد هو قائد عسكري أموي، فتح بلاد الأندلس، حيث قاد أول الجيوش الإسلامية التي دخلت في شبه جزيرة سيبريا، وقد حمل جبل طارق الواقع جنوب إسبانيا اسمه، ومن الجدير بالذكر أنّ طارق بن زياد ولد عام 50 هجري، في قبيلة نفرة البربرية في الجزائر، ونشأ في الجزائر فتعلم فيها القراءة والكتابة، وحفظ العديد من سور القرآن الكريم، وبعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.


إنجازات طارق بن زياد في الفتح الإسلامي

جهاد طارق بن زياد في الشمال الإفريقي

التحق طارق بن زياد بجيش أمير المغرب موسى بن النضر، وقد شارك معه في العديد من الفتوحات الإسلامية، وقد أظهر شجاعة فائقة، ومهارة عالية لفتت انتباه موسى بن النضر، فأعجب بشجاعته وقدرته، فولاه على قيادة الجيوش في المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي، وقد أُتيح لطارق بن زياد أن يشترك في السيطرة على بلاد المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي، وقد استمر طارق بن زياد في فتح مدن المغرب العربي حتى وصل إلى أهم المدن؛ وهي مدينة الحسمية، ففرض عليها الحصار، ودخلها، ثمّ أسلم أهلها، ولم يمض وقت على فتحها حتى خضعت المغرب بأكملها له، وقد وجد بعض الصعوبة في فتح مدينة سبته؛ وذلك بسبب شدة تحصينها، وتزويد سفن القوط لها بالسلاح، فعندما يئس موسى بن النضر من فتحها، عين قائده طارق بن زياد والياً على مدينة طنجة؛ حتى يراقب مدينة سبته عن قرب، وقد ترك تحت تصرفه تسعة عشر ألفاً من جنود البربر، أمّا موسى بن النضر فقد عاد إلى القيروان.



فتح طارق بن زياد للأندلس

كان طارق بن زياد يحلم في اجتياز البحر إلى إسبانيا التي كانت تحت حكم ملك القوط ذريق، وقد شجعت نتيجة طريف بن طارق بالاستعداد لفتح بلاد الأندلس، وبعد مرور أقل من عام من دعوة حملة طريف خرج طارق بن زياد في سبعة آلاف جندي معظمهم من قبائل البربر، وقد عَبَرَ مضيقَ البحر المتوسط إلى الأندلس، وتجمَّع المسلمون عند جبل صخري عُرف فيما بعدُ باسم جبل طارق، وذلك في عام 92هـ، حيث أقام طارق في تلك المنطقة عدة أيام، وقد بنى فيها قاعدة عسكرية بجوار الجبل، وقد عهد إلى مجموعة من الجنود حماية ظهره في حالة اضطر للانسحاب، وقد سار طارق بن زياد بجيشه حتى وصل إلى ولاية الجزيرة الخضراء؛ فاحتل قلاعها،


خطبة طارق بن زياد عند فتح الأندلس

استعدَّ الملك ذريق لمواجهة جيش المسلمين؛ وجمع جيشاً كبيراً بلغ حوالي مئة ألف مقاتل، وسار إلى الجنوب للقاء المسلمين، وهو واثق من تحقيق النصر، فلما علم طارق بن زياد بأنباء هذه الحشود أرسل إلى القائد موسى بن النضر يطلب منه المدد، فبعث إليه بخمسة آلاف جندي، وقد التقى الجيشان بالقرب من نهر لكه، فوقف طارق بن زياد أمام المجاهدين وألقى خطبته المشهورة فقال: "أيها الناس أين المفرّ؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، وإني لم أحذِّركم أمراً أنا عنه بنجوة، واعلموا إنكم إن صبرتم على الأشـقّ قليلاً استمتعتم بالأرفهِ الألذّ طويلاً، وإن حملتُ فاحملوا وإن وقفت فقفوا، ثمّ كونوا كهيئة رجل واحد في القتال، ألا وإني عامد إلى طاغيتهم بحيث لا أتهيبه حتى أخالطه أو أُقتَلَ دونه، فإن قتِلتُ فلا تهنوا ولا تحزنوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وتولّوا الدبر لعدوّكم فتبدّدوا بين قتيل وأسير"، فهجم المسلمون على جيش القوط فدب الرعب بينهم، وقد انتهت المعركة بانتصار جيش المسلمين، وبذلك أصبحت البلاد ممهدة أمام المسلمين لفتح البلاد، ففتح طارق المدن الإسبانية الواحدة تلو الأخرى.


ملاحظة: تابع موسى بن النضر سير الجيوش الإسلامية بقيادة طارق بن زياد، وقد أدرك بأن الجيش بحاجة إلى العون والمساعدة بعد أن استشهد الكثير من الجنود في المعارك التي خاضوها، فسار إلى الأندلس في جيش قوامه ثمانية عشر ألف جندي، وقد سلك طريقاً مغايراً لطريق طارق بن زياد؛ حتى يفتح طرقاً جديدة، وقد وصل إلى طليطلة والتقى بطارق بن زياد فيها.
المصدر موضوع

إرسال تعليق

 
Top