وعن فتنة الابتلاء في الإيمان؛ كان ولا بدَّ من ذكر داعي السماء، بلال
رضي الله عنه، فقد كان من الأقلة الذين أظهروا الإسلام في بداية بعثة
النبي صلى الله عليه وسلم رسولاً من عند الله.. أظهر الإسلام رغم أنه كان
عبداً حبشياً.
كان أمية بن خلف _لعنه الله_ يأخذ
“بلالاً” في وقت الظهيرة في الرمضاء في الصحراء.. في صحراء مكة بعدما علم
بإسلامه.. يأخذه في الصحراء ويضع فوق بطنه الحجر الثقيل.. ويقول: فليبقى
كما هو حتى يرجع عن الإسلام أو يموت على حالته!
فكان بلال يأبى حتى وأن يمس تفكيره الرجوع
بعد أن هداه الله.. وكان يأخذ ويردد وهو في حالته من العذاب والتعذيب تلك
بأنه سبحانه “أحدٌ … أحدٌ” لا شريك له أحدٌ!
سؤالٌ وجواب
⇐ ما الذي جعل “بلالاً” يتحمل كل هذا العذاب ويصبر عليه ولا يرتد عن الإسلام حتى ينتهي ذلك الألم؟
الجواب..
♦ لأنه رأى أنه بالفعل هناك نهاية و حدٌّ لكل الذي رأه من الظلم والضلال الناتج عن الكفر والشرك..
♦
لأن كل ألم وتعب.. وكل ضلال وظلام.. وكل حرام وشائبة.. وكل انتهاك وتعدي
على النفس وحقوقها؛ سوف ينتهي بإقامة الإسلام وأركانه.. وإن الغالي والنفيس
يُبذل من أجل ذلك.. من أجل إبقاء الإيمان والدفاع عنه؛ لأن جنب الله
والإيمان به والإسلام والاستسلام لأمره يستحقون أن تُزهق الأرواح وتفنى
الأجساد في سبيلهم.
فكيف له _إذاً_ أن يركن ويعود مرة أخرى إلى ذاك الشرك الظالم؟!
إرسال تعليق