“علي بن أبي طالب” عندما كان فتىً؛ تجرأ على فارس العرب وفتك به
ومن الصالحين الذين أتعبوا من جاء بعدهم؛
هو عليٌ بن أبي طالب رضي الله عن.. ففي حادثة الخندق! وقد انسلت عمرو بن
ودٍ واستطاع أن يمر ومعه نفر من قريش من مكان ضيق من الخندق.. وعمر بن ودٍ
هذا كان فارس العرب حينها.. فأخذ يدعوا أحداً من المسلمين ليبارزه..
وأخذ يقول لهم:
_أين هي جنتكم التي تقولون بأنكم داخلوها إذا ما قُتلتم؟
فطلب عليٌ من النبي بأن يخرج له يُبارزه؛
فرفض النبي.. لكن علي أخذ يلح عليه في الطلب.. وما زال بالنبي حتى أذن له..
ففرح علي بهذا الإذن وكأنه الإذن بالخلاص.. فوصل إلى عمرو بن ودٍ، وما
أدراك ما عمرو بن ودٍ! الفارس الذى كان يقوم بألف رجل عند أصحابه وعند
أعدائه..
فأقبل عمرو بن ودٍ على “عليٍ” يسأله وقد استصغره وأنف أن يناجزه:
_من أنت ؟!
فقال عليٌ ولم يزد :
_أنا عليٌ..
فقال عمرو بن ودٍ:
_ابن عبد مناف؟
قال عليٌ:
_ابن أبي طالب.
فأقبل عليه عمرو يقول:
_يا ابن أخي! من أعمامك من هو أسن.. وإنى أكره أن أهريق دمك.
فقال له عليٌ ولم يأبه له.. وأجابه إجابة نابعة من الإيمان:
_لكني والله لا أكره أن أهريق دمك!
فغضب عمرو وأهوى إليه بسيف كان
كأنه شعلة نار كما قال واصفوه! فاستقبل “عليٌ” الضربة بدرعه؛ فقدها السيف
وأصابت الضربة رأسه.. ثم ضربه “عليٌ” على حبل عاتقه عند كتفه فسقط ونهض..
وسقط ونهض.. وثار الغبار فما انجلى إلا عن عمرو صريعاً و”علىٌ” رضي الله
عنه يجأر بالتكبير.
سؤالٌ وجواب
⇐ ما الذي جعل علىٌ _وهو فتى شاب_ يتجرأ على ذلك الفارس ويسعى ليُبارزه؟
الجواب.. إنه الإيمان بالله وقدرته والوثوق به.. إنه الإيمان الذي تربى ونشأ “عليٌ” عليه.
⇐ وما الذي جعل “عليٌ” يقطع ما يأتيه من تفكير بالخوف أو بالهزيمة من عمرو بن ودٍ؟
الجواب.. إنه الإيمان بالله وقدرته والوثوق به.. وأنه ما كان للمؤمنين أن ينتابهم شعور بالخوف أو أن يتسرب إلى قلوبهم لملاقة فئة مُقاتلة.
⇐ وما الذي جعل “عليٌ” يثبت ولا يتزعزع بعد الضربة التي كانت كالنار والتي وجهها إليه عمرو ووصلت إلى رأسه؟
الجواب..
إنه الإيمان بالله وما وقر في قلب “عليٍ” بأن دابر هؤلاء مقطوع.. وأن قوة
الإيمان هي الغالبة الحاسمة.. وأن الضربة التي وصلت إلى رأسه؛ ما هي إلا
ابتلاء وفتنة من فتن الدنيا وماذا هو بفاعل فيها.. هل يتزعزع أم يثبت
مكانه؟ إلا أنه قد ثبُت وأرداه قتيلاً صريعاً.
إرسال تعليق