0
غزوة بواط
قامت هذه الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في منطقة بواط، وكانت نتيجتها أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام وصل إلى بواط من جهة جبل رضوى، ثم عاد للمدينة المنورة، وفي الطريق التقى مع قريش وبني أمية. 

غزوة بواط

بعد هجرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وصحابته الكرام من مكة إلى المدينة، تركوا أموالهم كلّها في مكة، واستولى عليها كفار قريش، لكن كان لا بدّ من الهجرة والاستقرار في المدينة لإتاحة الفرصة للرسول -عليه الصلاة والسلام- لنشر الدعوة الإسلامية بعيدًا عن جو مكة المشحون بمؤامرات قريش على الرسول والمسلمين، بالإضافة إلى تأسيس الدولة الإسلامية والبدء بنشر الدعوة الإسلامية إلى خارج الجزيرة العربية، ولهذا كان لا بدّ من قيام المسلمين بعددٍ من الغزوات لتحقيق الاستقرار في المدينة، ولتحقيق القوة الاقتصادية للمسلمين، ومن هذه الغزوات غزوة بواط، وفي هذا المقال سيتم ذكر أحداث غزوة بواط.

أسباب غزوة بواط

انتهج الرسول -عليه الصلاة والسلام- عدّة أساليب لنشر الدعوة ومواجهة قريش، ومن ضمن هذه المواجهات كانت المواجهة الاقتصادية، لاستعادة جزءٍ من أموال المسلمين المهاجرين التي سلبتها قريش، ولتشكيل وسيلة ضغط على المشركين، وإرغامهم على تعديل طريقة معاملتهم للمسلمين، خصوصًا بعد أن أرسى الرسول -عليه الصلاة والسلام- دعائم الدولة الإسلامية، فاصبح الجو مهيأّ لمواجهة قريش، والتخطيط لضرب اقتصادهم عن طريق التعرض لقوافل قريش التجارية، والتي تتردد طريقها ما بين مكة وبلاد الشام، وبهذا يسترد المسلمون جزءًا من أموالهم التي أخذتها قريش، ولتحقيق هذه الخطة الاقتصادية، كان لا بدّ من القيام بعددٍ من الغزوات، وهذه الغزوات كانت قبل غزوة بدر الكبرى، حيث كانت بمثابة غزوات تمهيدية لخوض معركة فاصلة، وبهذا كانت غزوة بواط، التي كان سببها الرئيسي استرداد الأموال من قريش.1)

أهداف غزوة بواط

كما ذُكر سابقًا فإن أهداف غزوة بواط الأساسية كانت اقتصادية، ولاعتراض عير قريش التي كان يقودها أمية بن خلف الجمحي، وذلك من خلال محاولة قطع الطريق على قوافل قريش التجارية لاسترداد جزءٍ من أموال المسلمين في مكة، والتي استولى عليها كفار قريش، وكي يُشكّل ذلك وسيلة ضغط على قريش، وتمهيدًا لشنّ غزوات أخرى أكبر، حيث كان الهدف من القيام ببعض الغزوات الصغيرة مثل غزوة بواط، هو التمهيد للغزوات التالية مثل غزوة بدر الكبرى التي انتهت بنصر المسلمين على كفار قريش.2)

موقع غزوة بواط وتاريخها

أول غزوة للرسول -عليه الصلاة والسلام- كانت غزوة الأبواء، ثم تلتها غزوة بواط، وجاءت بعدها غزوة العشيرة، وقد حدثت غزوة بواط في شهر ربيع الأول من العام الثاني من الهجرة النبوية، وذلك قبل حدوث غزوة بدر الكبرى، حيث كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد خرج مع عددٍ من صحابته لاعتراض قافلة قريش التي كانت تضمّ أموالًا وتجارة لقريش، وكان قائدها أمية بن خلف، أما موقع غزوة بواط فقد كان في منطقة بواط، وهي جبال تابعة لجبال جهينة في منطقة رضوى، وسميت غزوة بواط بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي تجمع فيها المسلمون لاعتراض عير قريش. 3)

قوات المسلمين وقريش

كان عدد قوات المسلمين في غزوة بواط نحو مئتي رجل فقط، بالإضافة إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام-، حيث خرج الرسول -عليه السلام- مع المسلمين لملاقاة قافلة قريش التجارية، واستخلف في المدينة الصحابي سعد بن معاذ، أما حامل لواء المسلمين فكان الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وعندما وصل الرسول -عليه السلام- والمسلمين إلى منطقة بواط، لم يلق المسلمون أحدًا من المشركين، حيث استطاعت القافلة التي شكّلت قوات قريش الذهاب إلى مكة، ولم يكن أي وجود للقافلة وكفار قريش، وبهذا لم يحدث قتال بين المسلمين والمشركين في هذه الغزوة، فعاد المسلمون إلى المدينة، علمّا أن قوات قريش كانت تُشكل مئة رجل وألفين وخمسمئة من البعير. 4)

أحداث غزوة ودان

الهدف من غزوة ودان هو نفسُه من غزوة بواط، وهو محاولة بعد أموال المهاجرين التي استولى عليها مشركي مكة، والجدير بالذكر أن غزوة ودان وتُعرف أيضًا باسم غزوة الأبواء، حدثت في العام الثاني من الهجرة، وتحديدًا في شهر صفر، حيث خرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- في سبعين رجلًا من المهاجرين، واستخلف في المدينة المنورة سعد بن معاذ -رضي الله عنه-، وذهب الرسول ومن معه من المسلمين لاعتراض عيرٍ لقريش، وقد كان حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- هو حامل لواء المسلمين في هذه الغزوة، وهي أوّل غزوات الرسول -عليه السلام- كما ذُكر سابقًا. 5)

نتائج غزوة ودان

نتائج غزوة ودان تلخّصت في أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- عقد حلفًا مع بني ضمرة، حيث عاهد الرسول -عليه الصلاة والسلام- عمرو بن مخشي الضمري على ألّا يعين قريشًا ولا المسلمين، وتضمن هذا الحلف شرطًا وهو ألّا يغزو المسلمون بني ضمرة، وأن لا يغزو بني ضمرة المسلمين، وأن لا يُعين أي طرف على الآخر، والجدير بالذكر أنه لم يحدث في هذه الغزوة قتال، وانتهت نتائجها دون أي مواجهة بين الطرفين، أما موقعة ودان فهي مجاورة لموقعة غزوة الأبواء، ويوجد بينهما مسافة ستة أميال.6)
الفديو من قناة اليوتيوب

إرسال تعليق

 
Top