من الطبيعي أن تشارك الخيول في المعارك والحروب
ولكن ماذا عن مشاركة الجمال أو الإبل في الحروب؟ تعرف على الابل المغربية ودورها في الحرب.
قصتنا تعود إلى عام 1085م، حيث كان سقوط الاندلس مجرد مسألة وقت بيد ألفونسو السادس ملك قشتالة بعد استيلاءه على درة الأندلس مدينة طليطلة.
أمام هذا الواقع المرير، طلب ملوك الاندلس المساعدة من يوسف بن تاشفين زعيم دولة المرابطين في المغرب، فلبى ابن تاشفين النداء، وعبرت جيوشه الجرارة إلى الأندلس، وحملت معها أعداداً كبيرة من الإبل المغربية إلى الأندلس.
وحينما التقى طرفان في معركة الزلاقة عام 1085م، استطاع القشتاليون بداية المعركة هزيمة الجيوش الاندلسية والمغربية، وعليه فرّ عددٌ من أمراء الأندلس وعساكرهم، بعد أن أيقنوا أن الهزيمة واقعة لا محالة، وصمد عددٌ قليلٌ على رأسهم المعتمد بن عباد أمير مدينة إشبيلية وبعض عساكره.
في هذه اللحظات شعر ألفونسو بنشوة الانتصار، وأنه ملك الاندلس أخيراً، إلا أن المفاجأة التي لم يحسب لها حساب، كانت في الجيش الرئيسي للمرابطين بقيادة ابن تاشفين الذي كان يكمن قرب أرض المعركة خلف تلال تحجبه عن أنظار ألفونسو وجنوده.
وفي لحظة شعور ألفونسو بالانتصار أمر ابن تاشفين رجاله باعتلاء الخيول والإبل، ودخول المعركة، وبالفعل فوجئ ألفونسو وجنوده بهجوم المرابطين غير المتوقع، والمفاجأة غير المتوقعة كانت من خيول جيش ألفونسو التي لم ترَ الإبل والجمال ن قبل، ولا سمعت أصواتها، ففزعت منها وتراجعت ودبت الفوضى في معسكر القشتاليين بسبب رؤية الإبل، والتي كان الفرسان يقاتلون عليها بمهارة.
فطوَّق المرابطون والأندلسيون القوات القشتالية، فوقعت الهزيمة بهم، وطعن أحد فرسان المرابطين ألفونسو في فخذه، مما سبب له إصابة بالعرج طيلة حياته، ونجا الفونسو من الموت بأعجوبة بعد أن أزهق جيشه.
شكّل انتصار المسلمين في معركة الزلاقة بقيادة بن تاشفين ضربة قوية لأطماع مملكة قشتالة في الأندلس، ومد في عمر الوجود الاسلامي في الاندلس إلى ثلاث قرون قادمة.
وكان للجمال المغربية دور بطوليٌّ في المعركة وحسم نتيجتها.
وأنتم.. هل تعتقدوا أن دخول الجمال المغربية إلى ساحة المعركة ساهمت في هذا النصر الساحق المحاق؟ شاركونا آرائكم في التعليقات.
المصادر
• كتاب الحلة السيراء، لـ ابن الأبار.
• كتاب الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، لـ ابن بشكوال.
• كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة، لـ لسان الدين بن الخطيب.
إرسال تعليق