0

أحاديث ومرويات ضعيفة وموضوعة

وبيان أقوال أهل العلم فيها

افتراءات مختلفة، وروايات لا تصح (1)


♦ حديث: "((تقاتلين عليًّا وأنتِ له ظالمة))؛ " [لا يصح].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ("فهذا لا يُعرف في شيء من كتب العلم المعتمَدة، ولا له إسنادٌه معروف، وهو بالموضوعات أشبهُ منه بالأحاديث الصحيحة، بل هو كذبٌ قطعًا؛ فإن عائشة لم تُقاتل، ولم تَخرج لقتال، وإنما خرجَت لقصد الإصلاح، وظنَّت أن في خروجها مصلحةً للمسلمين، ثم تبيَّن لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت إذا ذكرَت خروجها بكت حتى تبلَّ خمارها") [1].
♦♦♦♦♦

حديث: ((إن وُلِّيتَ من أمرها شيئًا فارفُق بها)) [2]؛ [ضعيف].
لا مَطعَن على عائشة في هذا الحديث لو صحَّ - وهو لا يصحُّ - إذ غاية ما فيه الإخبارُ بخروج أم المؤمنين رضي الله عنها.

قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين، وتعقَّبَه الذهبي قائلاًًا: عبد الجبار - يعني ابنَ الوَرد - لم يخرجا له، على أنَّ ابن الورد ليس بشديد الضعف، وإنما في حِفظه لِين؛، فقد وثَّقَه قوم، وذكَر البعض الأآخر علَّة له، وهي كونه يأتي بالمخالَفات في بعض رواياته.

والحديث ضعَّفه الشيخ سعدٌ الحُميد في تحقيقه على مستدرك الحاكم (3/ 1345).
♦♦♦♦♦

حديث: "((إنه سيكون بينَك وبين عائشة أمر"))؛ [ضعيف].
عن أبي رافع أن رسول صلى الله عليه وسلم قال لعليِّ بن أبي طالب: "((إنه سيكون بينك وبين عائشة أمرٌ))، قال: أنا يا رسول الله؟ قال: ((نعم))، قال: أنا؟!، قال: ((نعم))، قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: "((لا، ولكن إذا كان ذلك فاردُدها إلى مأمَنِها"))[3].

قلت: ذكره ابن الجوزي في "العلل" (2/ 366)، وقال: يحيى بن   مَعين: الفضيل ليس بثقة.
وقال ابن حجر: ("صَدوق، له خطأ كثير"، وحسَّن له هذا الحديث في الفتح (13/ 55).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 334): رواه أحمد والبزار، ورجاله ثقات.

وفي كنز العمال (31213): عزاه لأحمد والطبراني، ورمَز له بالضعف.

إن صحَّ الحديث فهو حجة عليهم؛ لأن فيه أنَّ عليى بن أبي طالب رضي الله عنه تحرَّج من مجرد إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم له بأنه سيكون بينه وبين أم المؤمنين رضي الله عنها أمرٌ، ووصَف نفسه بأنه أشقاهم؛ وذلك لعلمه بحبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لها.
♦♦♦♦♦

قصة يقولون أنها أوغرَت صدرها عليه: ويسوقون قصة مزعومة: ("لقد دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قبل أن يُضرَب الحجاب على أزواجه، وكانت عائشةُ بقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رآني رحَّب، وقال: ((ادن مني يا علي)، ولم يزل يُدنيني حتى أجلسني بينه وبينها، فغلظ ذلك عليها، فأقبلت إليَّ: وقالت بسوء رأي النساء وتسرُّعهن إلى الخِطاب: ما وجدتَ لأاستك يا عليُّ موضعًا غير موضع فخذي؟! فزجرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال لها: ((ألِعَليٍّ تقولين هذا؟! إنه والله أول مَن آمن بي وصدقني، وأول الخلق ورودًا على الحوض، وهو أحق الناس عهدًا إليَّى، لا يبغضه أحد إلا أكبَّه الله على منخره في النار))"" [4].

وهذا الحديث لا وجود له في كتب السنَّة؛ فنحن نطالبهم بإثبات الرواية، ثم نطالبهم بإثبات الصحَّة.
والجواب [5]: لا يشك عاقل في كونه مكذوبًا بمجرد قراءته؛ لأن فيه طعنًا في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وغيرته وحيائه.

وكتبهم مليئة بمثل هذه الافتراءات - ويا للأسف- فإنهم يذكرون في مَناقب علي قال: "سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس له خادمٌ غيري، وكان له لحافٌ ليس له لحاف غيره، ومعه عائشة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام بيني وبين عائشة، ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره!! فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسط بيني وبين عائشة حتى يمسَّ اللحاف الفِراش الذي تحتنا...)...." [6].

ونسأل الشيعة: هل هذه مَنقبةٌ لعليٍّ رضي الله عنه كما تزعمون أم أنه ذم شديد له.؟!


[1] منهاج السنة النبويَّة (4/ 316).
[2] رواه الحاكم (3/ 119)، والبيهقي (6/ 411)، وذكره ابن عساكر في كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين ص71، وحسنه، قال ابن كثير: هذا حديث حسن غريب جدًّا (البداية والنهاية 6/ 212).
[3] رواه أحمد (6/ 393)، (27249)، (25943)، (27198).
[4] الجمل للمفيد (ص220)، والسقيفة لسليم (ص179)..
[5] انظر: الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة (ص173).
[6] انظر: الاحتجاج للطبرسي ص159.

إرسال تعليق

 
Top