0

أحاديث ومرويات ضعيفة وموضوعة

وبيان أقوال أهل العلم فيها

افتراءات مختلفة، وروايات لا تصح (2)


حديث الطائر (ص17) قصة الطائر: [لا أصل له] [1].
فقد نسبوا إلى جعفر الصادق رحمه الله - يَرفعُه إلى آبائه - أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاع، فطلب من الله، فجاءه جبريلُ عليه السلام بطير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم يسِّر عبدًا يحبك ويحبني وأحبه))، فلم يأت أحد، فقال الثالثة: ((اللهم يسر عبدًا يحبك وتحبه، ويحبني وأحبه))، فسمع صوت علي، فقال لعائشة: ((أدخليه))... ثم يسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخبرني ما أبطأك عني؟)) فقال: طرقتُ الباب مرة، فقالت عائشة: نائم، فانصرفت، وطرقته ثانيةً، فقالت: على الحاجة، فرجعتُ، وجئت وطرقته في الثالثة عنيفًا، فسمعتك يا رسول الله وأنت تقول: ((أدخلي عليًّا))، فكلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: اشتهيتُ أن يكون أبي، فقال لها: ((هذا بأول ضغن بينك وبينه! لتقاتلينه، وإنه لكِ خيرٌ منكِ له، ولينذرنك بما يكون الفراق بيني وبينك))"[2].

أولًا: أن علامات الكذب واضحة عليها، ولا يعرف بين الصحابة عداوةٌ؛ خاصة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: في الرواية أنها قالت لعليٍّ في المرة الأولى: نائم، فكيف استساغ أن يرجع مرة ثانية، ثم بعد ذلك يطرق الباب طرقًا عنيفًا، وهذا منافٍ للأدب الذي تعلمه الصحابة مع نبيهم صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: أن هذه القصة مخالفة للمشهور عند الشيعة بأن الذي منع عليًّا في حديث الطائر هو أنس، وهي محاولةٌ أخرى لتشويه صورة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مذكورٌ في كتبهم[3].

وحديث الطير من رواية عائشة غير موجود إلا في كتب الشيعة، وهو مخالف كما ذكَرنا عندهم أن الحاجب كان أنسًا وليس عائشة، ومع هذا فجميع روايات الحديث لا يصح.

وحديث الطائر ذُكر في كتب السنة، وليس في أي من الروايات ذِكرُ عائشة، وإنما فيه أن الذي كان يخاطب عليًّا هو أنس بن مالك، ومع ذلك فالحديث لا يصح.

وإليك ما قاله علماء السُّنة في تحقيقهم لحديث الطائر:
قال أبو يعلى الخليلي: ما رَوى في حديث الطائر ثقةٌ؛ رواه الضعفاء؛ مثل إسماعيل بن سليمان الأزرقِ وأشباهِهم، ويردُّه جميعُ أئمة الحديث[4].

قال ابن تيميَّة رحمه الله: إن حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل[5].

قال ابن حجر رحمه الله: "هو خبر منكر"[6].

قلتُ: وممن ضعَّفه كذلك ابن الجوزي، والذهبي، وابن كثير، والشوكاني، والألباني[7].
♦ ♦ ♦ ♦

♦ حديث أنه أمره أن يضربَها،- أو أن يطلِّقها؛ [لا أصل له]
فهذا الحديث لم يرد في كتب السنة مطلقًا، ولا حتى في الكتب الضعيفة والموضوعة منها.

وإنما وردت في كتب الشيعة فقط:
ومما يرد هذه الدعوى الكاذبةَ حديثُ عمار بن ياسر رضي الله عنهما عندما أرسله عليُّ بن أبي طالب فقال على منبر الكوفة ومعه الحسن بن علي: "والله إنها لزوجةُ نبيِّكم في الدنيا والآخرة"[8].

وأقرَّه الحسن بن علي رضي الله عنه على قوله، ولا يُعلم أن عليى بن أبي طالب اعترض عليه.

ويرده أيضًا أن رجلاًًا وقع في عائشة رضي الله عنها وعابها، فقال له عمَّارٌ: "ويحكَ سائر يومك! حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!"- وفي رواية: "اغرب مقبوحًا منبوحًا، أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! - ما تريد من أم المؤمنين؟ فأنا أشهد أنها زوجته في الجنة"، بين يدَي علي)[9].

فكيف يشهدون بأنها زوجته في الجنَّة، وأنتم تزعمون أنه طلقها، وسلب منها أم المؤمنين.؟!
♦ ♦ ♦ ♦

تزعم الشيعة أن من علامات عداوة عائشة رضي الله عنها لعلي رضي الله عنها أنها لم تَذكر اسمه، واستدلوا على ذلك بما ورد في قصة مرضه صلى الله عليه وسلم، إلى أن قالت: "فخرجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العبَّاس ورجلٍ آخر" [10].

وقد صرَّح ابن عباس أن الرجل الآخر هو عليُّ بن أبي طالب [11].
والجواب على هذه الشبهة:
أولاًً: كيف تستدلُّون بهذا الحديث على كراهية عائشة لعليٍّ رضي الله عنها وأنتم قد أنكرتم الحديث في إثبات إمامة أبي بكر للصلاة، وقلتم: هذا خبرُ واحدٍ، ومن رواية النَّواصب؟!. فإن كان هذا دليلاً عندكم على شيء، فعليكم أن تعملوا بالخبر كله، وهو الأجدر به، ولا تكونوا كالذين قال الله فيهم: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 85].

ثانيًا: أمَّا كون عائشة رضي الله عنها لم تَذكر عليًّا - فهذا صحيح - لكن السؤال: ما السبب الحقيقي لعدم ذكر اسمه؟
وهذا يَحتمل أحد هذه الوجوه:
(1) أنها لم تره؛، لأنها كانت وراء الحجاب.
(2) أنها سمعت صوت العباس فعرَفَته، ولم تسمع صوت علي فلم تعرفه [12].
(3) احتمال أنها كانت واجدةً وغاضبة على علي رضي الله عنه لأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما استشاره في أمرها زمَن الإفك: "النساء غيرها كثير" [13].

والراجح أحد الاحتمالين الأوَّليين، أما الاحتمال الثالث فهو من أبعَدِ ما يكون، لأن عليَّ بن أبي طالب لم يكن من الخائضين في الإفك، وإنما استُشير فأشار [14].

ومع هذا فإن عائشة رضي الله عنها قد عفَت وصفَحَت عن الذين خاضوا في حقِّها؛ كحسان بن ثابت، ولا تذكر أحدًا منهم بسوء، بل كانت تَنهىي عن الإساءة لهم.

ففي صحيح البخاري أنها قالت لعروة بن الزبير وقد أخذ يسبُّ حسان، فقالت له: "لا تسُبَّه؛، فإنه كان يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" [15].

وكان إذا دخل عليها حسان ألقت إليه وسادة ليجلس عليها.

فهل يعقل أن تُقدِّر موقف حسان الذين أساء إليها، ولا تقدر مواقف علي بن أبي طالب التي روت في حقه حديثَ الكساء، وتعرف مناقبه وفضائله وجهاده في سبيل الله، فتخفي اسمه عداوة له كما تدعي الروافض؟! هذا مما لا يعقله عاقل.

معلوم أن العلاقة بين عائشة وعلي رضي الله عنهما كانت معاملة طيبة كما تقدم بيان هذا.

ادعاؤهم كرهها له؛ لأنه أشار على النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها:
فالجواب: أن عليًّا رضي الله عنه لم يُشِر على النبي صلى الله عليه وسلم بفراقها، ولكنه أشار عليه بأن يسأل الجارية وهو يعلم براءتها؛ ليستريح قلبُ النبي صلى الله عليه وسلم، ويزيل ما فيه من الهموم والغموم.

قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله:
"فأشار عليه عليٌّ رضي الله عنه أن يفارقها، ويأخذ غيرها؛ تلويحًا لا تصريحًا، وأشار عليه أسامة وغيره بإمساكها، وألا يلتفت إلى كلام الأعداء، فعليٌّ لما رأى أنَّ ما قيل مشكوكٌ فيه؛ أشار بترك الشك والرِّيبة على اليقين؛ ليتخلص رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهم والغم الذي لحقه من كلام الناس، فأشار بحسم الدَّاء، وأسامة لما علم حبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ولأبيها، وعلم من عفتها وبراءتها وحصانتها وديانتها ما هي فوقَ ذلك وأعظمُ منه، وعرَف من كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ربِّه، ومنزلته عنده، ودفاعه عنه؛ أنه لا يجعل ربَّة بيته وحبيبته من النساء، وبنت صدِّيقه بالمنزلة التي أنزلَها بها أربابُ الإفك، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم على ربه، وأعزُّ عليه من أن يجعل تحته امرأة بغيًّا، وعلم أن الصدِّيقة حبيبةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمُ على ربها من أن يبتليها بالفاحشة وهي تحت رسوله"[16].

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
"وهذا الكلام الذي قاله عليٌّ حملَه عليه ترجيحُ جانب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما رأى عنده من القلق والغم بسبب القول الذي قيل، وكان صلى الله عليه وسلم شديد الغيرة، فرأى عليٌّ أنه إذا فارقها؛ سكن ما عنده من القلق بسببها إلى أن يتحقَّق براءتها فيمكن رجعتها، ويستفاد منه: ارتكاب أخف الضررين لذهاب أشدهما"[17].

وقال النوويُّ رحمه الله:
"رأى عليٌّ أن ذلك هو المصلحة في حق النبي صلى الله عليه وسلم، واعتقد ذلك لما رأى من انزعاجه، فبذل جهده في النصيحة؛ لإرادة راحة خاطره صلى الله عليه وسلم".

قلت: وأما التي فيها أنه قال: "قد أحل الله لك وأطاب، طلِّقها وانكح غيرها"، فهي من طريق الواقدي، وهو منكَر الحديث.

وقال ابن أبي جَمرة: "إنما قال عليٌّ ذلك لما يعلم من براءة الشخص بما رُمي به، وترك إيقاع الحكم لما يظهر الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم"[18].

ولما كان لفظه وهو قوله: "لم يضيق الله عليك" يَحتمل إيقاعَ الفراق والإبقاءَ، أشار بقوله: "واسأل الجاريةَ تصدُقْكَ" أنه ما أراد إلا الإبقاء، لكن ترك النظر في ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم تأدبًا معه، واحترامًا له عليه الصلاة والسلام؛ لأنه يعلم أن بَريرة لا تخبره إلا بكل ما يوجب التغبُّط بأهله؛ لما يعلم في الأهل من الخير، وليس يعلم فيها غير ذلك"[19].
♦ ♦ ♦ ♦

♦ خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عم مارية؛ [ضعيف]
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أُهديت مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعها ابن عم لها، قالت: فوقع عليها وقعةً فاستمرَّت حاملًا، قالت: فعزلها عند ابن عمها، قالت: فقال أهل الإفك والزور: من حاجته إلى الولد ادَّعى ولد غيره، وكانت أمه قليلة اللبن، فابتاعت له ضائنة لبون، فكان يغذي بلبنها فحسن عليه لحمه، قالت عائشة رضي الله عنها: فدخل به على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: ((كيف ترين؟)) فقلت: من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه، قال: ولا الشبه، قالت: فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلتُ: ما أرى شبهًا، قالت: وبلغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما يقول الناس، فقال لعلي: خذ هذا السيف فانطلق، فاضرب عنقَ ابن عم مارية حيث وجدتَه، قالت: فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رُطبًا، قال: فلما نظر إلى علي ومعه السيف استقبلَته رعدة، قال: فسقطَت الخرقة فإذا هو لم يَخلق الله عز وجل له ما للرِّجال شيءٌ ممسوح.

درجة الحديث:
رواه الحاكم في المستدرك (4/ 39)، وسكت عليه وهو والذهبي، وفيه سليمان بن الأرقم: متفق على ضعفه (الإصابة 6/ 14)، بل متروك، قال البخاري: "تركوه"، وقال ابن كثير والبيهقي: "ضعيف". (تفسير ابن كثير 1/ 151، سنن البيهقي 7/ 355).

وأما الحكم على الحديث:
قال الألباني: ضعيف جدًّا. انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (4964).
وعزاه الحافظ في الإصابة (6/ 14) إلى ابن شاهين، وأشار إلى ضعفه.
أما الرواية الصحيحة في ذلك فهي عند مسلم: "عن أنس أن رجلًا كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلي أذهب فأضرب عنقه، فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها، فقال له علي: أخرج فناوله يده فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر، فكف علي عنه ثم أتى النبي، فقال: يا رسول الله، إنه لمجبوب ما له ذكر".
رواه مسلم والحاكم وأحمد وهي الصحيحة المغنية عن تلك المكذوبة.
♦ ♦ ♦ ♦

♦ لم تكونان خيرًا مني: [ضعيف]
قالت صفية بنت حيي: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلامٌ فذكرت ذلك له، فقال: "ألا قُلْتِ: فكيف تكونان خيرًا مني وزوجي محمدٌ وأبي هارون وعمي موسى"، وكان الذي بلغها أنهم قالوا نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وقالوا: نحن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبنات عمه.

تخريجه ودرجته:
رواه الترمذي (2/ 323)، وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث صفية إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك القوى، ورواه الحاكم (4/ 29) وسكت عليه هو والذهبي.
وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1872) بصيغة التمريض، وضعفه الألباني في الضعيفة (4963).
♦ ♦ ♦ ♦

♦ مضمضن.. من تغامزكن بصاحبتكن. [ضعيف]
أخرج ابن سعد عن زيد بن أسلم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم في الوجع الذي توفي فيه اجتمع إليه نساؤه، فقالت صفية بنت حيي: أما والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي، فغمز أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأبصرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "مضمضن". فقلن: من أي شيء يا نبي الله؟ قال: "من تغامزكن بصاحبتكن، والله إنها لصادقة".

تخريجه ودرجته:
أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 313)، (8/ 128) عن زيد بن أسلمَ مرسلًا، قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه: هذا الحديث مرسلٌ ولا يصحُّ، وأما قول الحافظ في الإصابة: رواه ابن سعد بسند حسن إلى زيد بن أسلم، فلا يَعني تحسين الحديث، فهو إنما حكمٌ للإسناد إلى زيد بن أسلم، ومعلوم أنه تابعي، ولم يصل سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالإسناد مرسل.
♦ ♦ ♦ ♦

♦ رأيت خالًا بخدِّها اقشعرَّت ذوائبُك؛ [موضوع]
عن عائشةَ: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أرسلها إلى امرأةٍ فقالت: ما رأيتُ طائلًا، فقال: ((لقد رأيتِ خالًا بخدها اقشعرَّت ذوائبك))، فقلتُ: ما دونَك سرٌّ! ومن يستطيع أن يكتمك؟!

تخريجه ودرجته:
أخرجه ابن سعد (8/ 160)، وابن عساكر (51/ 36).
وقال الألباني في الضعيفة (4965): موضوع.
♦ ♦ ♦ ♦

♦ لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة حزنَت حزنًا شديدًا؛ [ضعيف جدًّا]
روى ابنُ سعد من طريق الواقديِّ (محمد بن عُمر) عن عائشة قالت: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة حزنتُ حزنًا شديدًا؛ لما ذكَروا لي من جمالها، فانطلقتُ حتى رأيتُها، فرأيتها واللهِ أضعاف ما وُصفت لي من الحسن، فذكرت ذلك لحفصةَ - وكانتا يدًا واحدة - فقالت: لا والله، إنْ هذه إلا الغيرة، ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة، فرأيتها بعدُ، فكانت كما قالت حفصة، ولكني كنت غَيرى.
رواه ابنُ سعد في "الطبقات" (8/ 94) من طريق الواقدي، وقد تقدم أنه متَّهَم بالكذب.
♦ ♦ ♦ ♦

♦ لا تقولي هذا يا عائشة؛ إنها أسلمَت فحسُن إسلامها؛ [ضعيف جدًّا]
حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت في حق صفيَّة رضي الله عنها:
"رأيت يهودية"، قال: ((لا تقولي هذا يا عائشة؛ فإنها أسلمَت فحَسُن إسلامها)).
رواه ابن سعد (8/ 126) من طريق الواقدي والإسناد مرسل، والواقدي: متهم بالكذب كما تقدَّم.
♦ ♦ ♦ ♦

♦ حديث في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ﴾ [الواقعة: 35]؛ [ضعيف]
قال صلى الله عليه وسلم: ((هنَّ عجائزُ الدُّنيا، أنشأهنَّ الله خلقًا جديدًا))، فقالت عائشةُ: وواجعًا! فقال: ((ليس هناك وجع)).
رواه الثعلبيُّ (1/ 2217) عن المسيب بن شُريك مرسلًا.
♦ ♦ ♦ ♦

حديث: قولها: أنت الذي تزعم أنك نبي؛ [ضعيف]
عن يحيى بن عبَّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت: وكان متاعي فيه خفٌّ، وكان على جملٍ ناج، وكان متاع صفيَّة فيه ثقلٌ، وكان على جملٍ ثَقالٍ بطيء يتبطَّأ بالرَّكْب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حوِّلوا متاع عائشة على جمل صفية، وحولوا متاع صفية على جمل عائشة؛ حتى يمضي الركب)).
قالت عائشةُ: فلما رأيت ذلك، قلت: يا لَعباد الله! غلبتنا هذه اليهوديَّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أم عبد الله، إن متاعك كان فيه خفٌّ، وكان متاع صفية فيه ثقل، فأبطأ بالرَّكب، فحوَّلنا متاعها على بعيرك، وحولنا متاعك على بعيرها))، قالت: فقلت: فقلتُ: "ألستَ تزعم أنك رسول الله؟".

قالت: فتبسَّم، قال: ((أوَفي شك أنت يا أم عبد الله؟)) قالت: قلت: "ألست تزعم أنك رسول الله؟ أفلا عدَلت؟" وسمعَني أبو بكر وكان فيه غربٌ - أي: حدَّة - فأقبل عليَّ فلطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مهلاً يا أبا بكر!))، فقال: يا رسول الله، أما سمعت ما قالت؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الغَيرى لا تُبصر أسفلَ الوادي من أعلاه))[20] .

درجة الحديث:
هذا الحديث لا يصح.
قال الهيثمي في مَجمع الزوائد (4/322): "رواه أبو يَعلى وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلِّس، وسلمة بن الفضل، وقد وثَّقه جماعةٌ؛ ابنُ مَعين، وابنُ حبَّان، وأبو حاتم، وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله رجالُ الصحيح".
وأشار الحافظ العراقي في تخريج إحياء علوم الدين إلى تدليسِ محمد بن إسحاق.
وضعَّفه الألباني في "الضعيفة" (1967).
♦ ♦ ♦ ♦

أنها خاصمَت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ [ضعيف]
روى الديلميُّ عن عائشة رضي الله عنها أنها خاصمَت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقالت: يا رسول الله، اقصد، فلطم أبو بكر خدَّها، وقال: تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اقصد؟! وجعل الدم يَسيل من أنفها على ثيابها، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَغسل الدم من ثيابها بيده، ويقول: ((إنَّا لم نُردْ هذا، إنا لم نُرِد هذا)) [21].

درجة الحديث:
هذا الحديث صرَّح الحافظ العراقي بضعفه في "تخريج الإحياء" (2/40).
وكذلك ضعفه الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" برقم (4966).


[1] لا أصل له؛ أعني في كون صاحبة القصة عائشة، لكن له أسانيد كثيرة في كون صاحب القصة أنس، وهي كلها أسانيدُ ضعيفة.
[2] انظر: "الاحتجاج" للطبرسي (ص197)، والصراط المستقيم للبياضي (1 / 195).
[3] انظر: الخصال للصدوق (2 / 580)، والأمالي له (ص655)، والفصول المختارة للمعمد (ص65)، ورسالة في تحقيق خبر الطائر له (ص65)، ومنهاج الكرامة للحلي (ص171)، والصراط المستقيم للبياضي (1 / 193) نقلاً من كتاب الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة ص170.
[4] الإرشاد للخليلي (8265) نقلاً من الصاعقة.
[5] منهاج السنة (7 / 371).
[6] لسان الميزان لابن حجر (3 / 331).
[7] انظر: العلل المتناهية (1 / 233)، وسير أعلام النبلاء (13 / 233)، والبداية والنهاية (7 / 351- 354)، والفوائد المجموعة (ص382)، و"التعليق على مشكاة المصابيح" (3 / 245).
[8] البخاري: كتاب الفتن، باب منه (3383)، وسنن الترمذي (5/ 707)، كتاب المناقب، باب فضل عائشة، وفضائل الصحابة لأحد (2/ 868). وكتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين لابن عساكر (ص69-70).
[9] فضائل الصحابة لأحمد (2/ 868- 870)، والترمذي كتاب المناقب، باب فضل عائشة (5/ 707)، وقال الترمذي: حديث حسن، والمستدرك للحاكم (3/ 393) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
[10] البخاري (195) (2448).
[11] صحيح البخاري (2448) كتاب الأذان، باب: حد المريض أن يشهد الجماعة.
[12] انظر فتح الباري (2/ 156).
[13] الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة ص175.
[14] وسيأتي الحكمة من إشارة علي بقوله: "النساء غيرها كثير".
[15] صحيح البخاري (3338) (5788).
[16] زاد المعاد (3/ 260).
[17] فتح الباري (8/ 168).
[18] شرح النووي لصحيح مسلم (17/ 100).
[19] بهجة النفوس (7/ 58).
[20] رواه أبو يعلى في مسنده (3 /1148)، أبو الشيخ في الأمثال (56).
[21] رواه الديلمي في "مسنده"، وذكر ابن سعد طرفًا منها (8 /80)، وعزاه العراقي في "تخريج الإحياء" إلى الطبراني في الأوسط، والخطيب في التاريخ.

إرسال تعليق

 
Top