0

أحاديث ومرويات ضعيفة وموضوعة

وبيان أقوال أهل العلم فيها

افتراءات مختلفة، وروايات لا تصح (3)


(حديث: قولها لمليكة: أما تستحين أن تَنكحي قاتل أبيك.؟! [موضوع]
أخرج ابن سعد في طبقاته وقال: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم مليكة بنت كعب، وكانت تُذكر بجمال بارع، فدخلَت عليها عائشة، فقالت لها: أما تستحين أن تنكحي قاتِلَ أبيك، فاستعاذت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلَّقها، فجاء قومها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنها صغيرة، وإنها لا رأيَ لها وإنها خدعت فارتجعها، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوها قتل في يوم فتح مكة، قتَله خالد بن الوليد بالخندمة [1].

درجة الحديث:
في إسناده محمد بن عمر الواقدي، متَّهَم بالكذب، ومع ذلك فقد قال بعد روايته للحديث: مما يضعف هذا الحديث، ذِكر عائشة أنها قالت: ألا تستحين، وعائشةُ لم تكن مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح.

قُلْتُ: وفيه علل أخرى.

أبو معشر: نجيح ابن عبد الرحمن السِّندي،. ضعَّفه أيوب بن عبد الرحمن صعصعة،: لم يوثقه غير ابن حبان.
♦♦♦♦♦

قصتها مع أسماء بنت النعمان؛ [موضوع]
عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجَونية، فأرسلني، فجئتُ بها فقالت حفصة لعائشة: اأخضِبيها أنت وأنا أمشِّطها، ففعَلتا، ثم قالت لها إحداها: إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلَت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك، فلما دخلَت وأُغلق الباب وأُرخيى الستر، مدَّ يده، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكمِّه على وجهه فاستتر به، وقال: "((عُذتِ بمَعاذٍ))، ثلاثَ مرات"[2].

درجة الحديث:
قال الذهبي: إسناده واهٍ.
قلتُ: علته: هشام بن محمد بن السائب الكلبي، قال الذهبي: متروك الحديث، وقال ابن عساكر: رافضيٌّ ليس بثقة.

والقصَّة الصحيحة رواها البخاريُّ ومسلم عن سهل بن سعد قال: ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة من العرب، فأمر أبا أُسيدٍ الساعديَّ أن يرسل إليها، فأرسل إليها، فقدمَت فنزلت في أجم بني ساعدة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاءها فدخل عليها، فإذا امرأة منكِّسة رأسَها، فلما كلمها النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "أعوذ بالله منك"،. فقال: "((قد أعذتُك منِّي))،". فقال لها: "أتدرين من هذا؟". قالت: "لا". قالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ جاء ليخطبك!. قالت: "كنتُ أنا أشقى من ذلك".

وليس في هذه القصة الصحيحة أيُّ ذكرٍ لحفصة ولا لعائشة رضي الله عنهما، ولا ما يفيد علمَهما بهذا الأمر من أساسه.


[1] طبقات ابن سعد (8 /148)، والذهبي في تاريخه (1 /335)، وابن عساكر (3 /330)، وابن كثير في تاريخه (5 /299)، وابن حجر في الإصابة (4 /392).
[2] الطبقات لابن سعد (8 /145)، والحاكم في المستدرك (4 /37)، وقال الذهبي في التلخيص: إسناده واهٍ.

إرسال تعليق

 
Top