0

فوائدُ عقدية من قصة الإفك


(1) فضيلة أهل بدر:
وذلك أن عائشة رضي الله عنها أنكرت على أم مسطح عندما قالت: تعس مسطح، فقالت: "بئس ما قلتِ، أتسبين رجلاً شهد بدرًا".

قال الحافظ: "وفيه تقوية لأحد الاحتمالين في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال لهم: اعملوا ما شِئتم فقد غفرتُ لكم))، وأن الراجح أنَّ المراد بذلك أن الذنوب تقع منهم لكنها مقرونةٌ بالمغفرة؛ تفضيلاً لهم على غيرهم بسبب ذلك المشهد العظيم"[1].

(2) النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب:
ويتَّضح ذلك من استشارته صلى الله عليه وسلم لأهل بيته، ويتضح أيضًا من قوله صلى الله عليه وسلم لعائشةَ رضي الله عنها: ((إن كنتِ ألمَمتِ بذنب فاستغفري الله...)) إلخ.

(3) قضاء الله نافذ ولا بدّ:
فمهما حاول الناس كتمان شيء، فإنه يَظهر إذا أراد الله نفاذه، وقد يقيِّض الله الأسباب لذلك؛ فعائشة رضي الله عنها تظل شهرًا لا تعلم شيئًا، فلما أراد الله إظهار ذلك لها، قيَّض السبب بخروج أم مسطح معها، ثم تعثُّرها في مِرطها، ثم دعائها على مسطح... إلى أن انكشف لعائشة رضي الله عنها ما كان مكتومًا عنها.

(4) صِدقه صلى الله عليه وسلم فيما بلغ به عن أمره:
قال ابن أبي جمرة: "إن ما اتَّفق للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذه النازلة من كونه لم يعلم الأمر فيها، دلَّ ذلك على معجزته وصِدقه في كل ما جاء به عن ربِّه عز وجل؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أتى بأشياءَ خارقة للعادات، وأخبر عن أشياء تكون إلى يوم القيامة، وفي هذه النازلة التي هي في أهله لم يكن له علمٌ حتى استشار غيرَه فيما يفعل، فعُلم بذلك أنَّ الأمر ليس بيده، وإنما يَعلم من الأشياء ما أطلعَه الله عليها وما علَّمه إياها"[2].


[1] فتح الباري (8 /480).
[2] بهجة النفوس (3 /57).

إرسال تعليق

 
Top